قال الشارح: بغداد، وفيه لغات: بغداد، بدالين غير معجمتين، بغداذ بالذال الثانية معجمة، وبالأولى غير معجمة، قال الشاعر:
(لا سقى الله إن سقى بلدًا صو ... ب غمام ولا سقى بغدادًا)
(بلدة تمطر الغبار على النسا ... س كما تمطر السماء رذاذًا)
وهذا يأباه البصريون؛ لأنه لا يوجد في كلام العرب دال بعدها ذال إلا قليل، فأما الداذي ففارسي لا حجة فيه، وبغذاذ بذالين معجمتين، وبغدان ومغدان على إبدال الباء ميمًا، كما قالوا: سبد رأسه وسمدة، إذا خلقه، وقد تقدم الكلام في هذا، وبغدين بكسر الدال وهو اسم أعجمي معرب، أصله: باغ، والباغ: البستان، وداذ: الرجل، أي: البستاني هذا مركب تركيب معدي كرب، وجعلا اسمًا واحدًا بعد أن حذف ألف باغ وأبدل من الذال التي في آخره دال غير معجمة هذا على اللغة الواحدة، وقيل: يغ اسم صنم، وداذ: عطية، والتقدير: عطية صنم؛ لأن الإضافة عندهم مقلوبة، كما قالوا: سيبويه، السيب: التفاح، وويه: رائحة، والتقدير: رائحة التفاح، كما قدمنا، ولهذا كان الأصمعي لا يقول: بغداذ ويقول: مدينة السلام، وكذلك ينشد بيت حندج: يا امرأ الله فأنزل، ولا يقول: يا امرأ القيس [فانزل]؛ لأن القيس عندهم: اسم صنم، والسلام: اسم للنهر سميت المدينة به سماها بذلك المنصور العباسي حين بناها.
وقول أبي العباس:(تذكر وتؤنث)
قال الشارح: من ذكر حمل على المكان، ومن أنث حمل على البقعة، وقيل: