اشتقوا منها فعلاً، فقالوا: تبغدد فلان، قال ابن سيده: هو مولد.
قوله:(وهم صحابي بالكسر وصحابي بالفتح)
قال الشارح: أما صحاب بالصاد فهو جمع صاحب، كجائع وجياع وقائم وقيام، وحائل وحيال (٣٦ ب)، وكذلك: صحابة في لغة من كسر الصاد مع تاء التأنيث: هي جمع صاحب أيضًا، إلا أنه أنث الجمع كذكارة وفحالة، وقد جمعوا صاحبًا أيضًا: على أصحاب، كما قالوا شاهد وأشهاد، وناصر وأنصار، وطائر وأطيار، وجمعوه أيضًا: على فعل، فقالوا: صاحب وصحب كتاجر وتجر، وراكب وركب، وهذا عند سيبويه اسم للجمع وليس بجمع، وجمعوه أيضًا: على فعلان، فقالوا: صحبان كفارس وفرسان، وراع ورعيان؛ لأنه وإن كان في الأصل صفة فقد استعمل استعمال الأسماء، فجمعوه جمعها، وأما صحاب بفتح الصاد وصحابة فليسا بجمع، وإنما هما اسمان للجمع؛ لأن فعالاً لا يكون جمعًا مكسرًا إلا في قولهم: شباب لجماعة الشباب، وحكى ابن جني: أن صحابة مصدر، وحكى بعض النحويين: أن صحابة جمع لصاحب أيضًا، وقد تقدم بيان ذلك.
قوله:(وهو صفو الشيء وصفوته)
قال الشارح: الصفو: نقيض الكدر، وهو الخالص والصفوة فيها ثلاث لغات، يقال: صفوة، وصفوة، وصفوة.
قوله:(وهو الصيدناني والصيدلاني)
قال الشارح: الصيدن والصيدل: حجارة الفضة شبهت بها حجارة العقاقير، ونسب إليها صاحبها أو بائعها، وزيدت الألف والنون مبالغة، كما قالوا: رجل جماني للعظيم الجمة، ورقباني للعظيم الرقبة.