قال الشارح: يقال ذاك عند استقلال عدد القوم، أي: إنهم لقلتهم يقوم بهم في الأكل رأس، والأكلة: جمع آكل، مثل: كافر وكفرة، وفاسق وفسقة وحاقد وحقدة.
قوله:(أساء سمعًا فأساء جابة)
أصل هذا المثل فيما روى محمد بن سلام: أنه كان لسهيل بن عمرو ابن مضعوف، فقال له الأخنس بن شريق يومًا: أين أمك- يريد أن تؤم-؟ فظن أنه يقول: أين أمك، قال: ذهبت تشتري دقيقًا، فقال سهيل:(أساء سمعًا فأساء جابة) فأرسلها مثلاً، فلما رجع إلى زوجه أخبرها بما قال ابنها، فقالت: أنت تبغضه، قال:(أشبه امرؤ بعض بزه) فأرسلها مثلاً أيضًا، قال أبو عبيد: هكذا تحكى هذه الكلمات- جابة- بغير ألف، وذلك أنه اسم موضوع، يقال: أجابني فلان جابة حسنة، فإذا أرادوا المصدر قالوا: إجابة بالألف.
قال الشارح: الجابة اسم للجواب كالطاقة والطاعة، فإذا أرادوا المصدر قالوا: إطاقة وإطاعة، قال الشاعر:
(وما من تبتغين به لنصر ... بأسرع جابة لك من هذيل)
أي: بأقرب جواب، وسمع: مفعول بأساء الأول، وجابة: مفعول بأساء الثاني.