وأسحق، إذا تقطع وإنما استعمل بغير هاء؛ لأن خلقًا في الأصل مصدر، والمصادر لا تؤنث ولا تثنى ولا تجمع؛ لأنها تدل على القليل والكثير من جنسها إلا أن تصير محدودة فتضارع المفعول به، أو تختلف أجناسها.
قال الشارح: وبما جاءت بالهاء فذهب بها مذهب الأسماء نحو: النطيحة والذبيحة والفريسة وأكيلة السبع، وكذلك قوله: رأيت قتيلة بني فلان؛ لأنه أجري مجرى الأسماء، وإذا لم يجر فيه مفعول فهو بالهاء نحو: فريضة وكبيرة وصغيرة وظريفة، وما أشبه ذلك، وقد شذت أشياء من هذا القليل فقالوا: ناقة سديس، وريح خريف، فإن كان فعيل في تأويل فاعل كان مؤنثه بالهاء أيضًا، نحو: رحيمة وعليمة وكريمة وما أشبه ذلك.
قوله:(وكذلك امرأة صبور وشكور).
قال الشارح: متى كان فعول في تأويل فاعل كان مؤنثه بغير هاء، تقول: امرأة صبور، بمعنى: صابرة، وشكور بمعنى: شاكرة، وغفور بمعنى: غافرة، قال تعالى:{وَمَا كَانَتْ أُمّك بَغِيًّا} {مريم: ٢٨]، وهو على وزن: فعول في الأصل، ولام الفعل ياء من بغى يبغي، فاجتمعت الواو والياء وقد سبقت إحداهما بالسكون، فوجب البدل والإدغام، وبغيًا هنا بمعنى: باغية، كما تقول: صبور بمعنى صابرة، ولذلك حذفت الهاء، ولو كان فعيلاً بمعنى فاعل، لثبتت الهاء، فلما لم تثبت الهاء علمنا أنه فعول، وأنه بمعنى: فاعل، وكذلك ما أشبهه، وقد جاء حرف شاذ، قالوا: هي عدوة