للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقال: إني أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب، فأبوا عندهما قال: إذا عز أخوك فهن، فذهبت مثلاً، فنزل فقسم بينهم الغنائم.

قوله: (وعند جهينة الخبر اليقين، وقال ابن الأعرابي جفينة)

قال الشارح: قد اختلف العلماء في هذا المثل، فكان الأصمعي يقول: جفينة، بالجيم والفاء، وقال: هو خمار، وهو قول ابن الأعرابي، وكان (أبو عبيدة يقول: حفينة) بحاء غير معجمة، وكان ابن الكلبي يقول: جهينة، بالجيم والهاء، وهو الصحيح، وذلك أن أصل هذا المثل أن حصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب خرج بسفر ومعه رجل من جهينة، يقال له: الأخنس بن شريق، فنزلا في بعض منازلهما فقتل الجهني الكلابي وأخذ ماله، وكانت لحصين أخت تسمى: صخرة، فكانت تبكيه في المواسم، وتسأل عنه، ولا تجد من يخبرها بخبره، فقال الأخنس:

(وكم من فارس لا تزدريه ... إذا شخصت لموقعه العيون)

(يذل له العزيز وكل ليث .... حديد الناب مسكنه العرين)

(علوت بياض مفرقه بعضب ... يطير لوقعه الهام السكون)

(وأضحت عرسه ولها عليه .... هدوًا بعد رقدتها أنين)

(٢٣ ب) (كصخرة إذ تسائل في مزاج ... وفي جرم وعلمها ظنون)

(تسائل عن حصين كل ركب ... وعند جهينة الخبر اليقين)

قوله: (افعل ذلك وخلاك ذم)

قال الشارح: أي: افعله، وقد خلوت من أن تذم، وأصله: خلا منك ذم، فلما

<<  <   >  >>