فقال: إني أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب، فأبوا عندهما قال: إذا عز أخوك فهن، فذهبت مثلاً، فنزل فقسم بينهم الغنائم.
قوله:(وعند جهينة الخبر اليقين، وقال ابن الأعرابي جفينة)
قال الشارح: قد اختلف العلماء في هذا المثل، فكان الأصمعي يقول: جفينة، بالجيم والفاء، وقال: هو خمار، وهو قول ابن الأعرابي، وكان (أبو عبيدة يقول: حفينة) بحاء غير معجمة، وكان ابن الكلبي يقول: جهينة، بالجيم والهاء، وهو الصحيح، وذلك أن أصل هذا المثل أن حصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب خرج بسفر ومعه رجل من جهينة، يقال له: الأخنس بن شريق، فنزلا في بعض منازلهما فقتل الجهني الكلابي وأخذ ماله، وكانت لحصين أخت تسمى: صخرة، فكانت تبكيه في المواسم، وتسأل عنه، ولا تجد من يخبرها بخبره، فقال الأخنس:
(وكم من فارس لا تزدريه ... إذا شخصت لموقعه العيون)
(يذل له العزيز وكل ليث .... حديد الناب مسكنه العرين)