قوله:(وتقول: هما الخصيان فإن أفردت أدخلت الهاء فقلت: خصية)
قال الشارح: يريد أن خصية حكمها في الإفراد غير حكمها في التثنية ونظيرها ألية، فإن ثنيت قلت: أليان، وقال الشاعر:
(كأنما عطية بن كعب ... ظعينة واقفة بركب)
(ترتج ألياه ارتجاج الوطب)
فقال ألياه، وقال القتبي: من قال: خصي في الواحد، قال في التثنية: خصيان، ومن قال في الواحد خصية قال في التثنية: خصيتان، (وقال يعقوب: الخصيتان البيضتان)، والخصيتان: اللتان فيهما البيضتان، وحكى ابن قتيبة: خصية، بكسر الخاء، وقول الراجز:
(كأن خصييه من التدلدل ... ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل)
قال الشارح: التدلدل تحرك الشيء المعلق واضطرابه، شبه خصيتي المذكور في استرخاء صفتهما حين شاخ، واسترخت جلدة استه بظرف عجوز فيه حنظلتان، وخص العجوز لأنها لا تستعمل الطيب، ولا تتزين للرجال، فيكون في ظرفها ما تتزين به، ولكنها تدخر الحنظل ونحوه من الأدوية، وظرف العجوز: الجراب الذي تجعل فيه خبزها وما تحتاج إليه، والشعر يحتمل: أن يكون مدحًا وأن يكون: ذمًا، فوجه المدح فيه: أن يصف شجاعًا بطلاً؛ لأن البطل يوصف بطول الخصي؛ لأنه لا يجبن في الحرب فتتقلص خصيتاه، قال عنترة:
(من كل أروع ماجذ ذي صولة ... مرس إذا لحقت خصى بكلاهما)