(وغضارة الأيام تأبى أن يكو ... ن بها لأبناء الذكاء نصيب)
(ولذاك من صحب الليالي طالباً ... جداً وفهماً إنه المطلوب)
وهذا كله على الحقيقة غرور وأقوال زور فالعلم أحسن ما به تزين وقيمة كل أمرئ ما يحسن.
كتاب الفصيح، أعزك الله، وإن صغر جرمه وقل حجمه ففائدته كبيرة عظيمة ومنفعته عند أهل العلم خطيرة جسيمة، ومما يقوي الرغبة في مطالعته وبحث على لزوم قراءته ودراسته ما يروى عن أبي الحسن علي ابن سليمان بن الفضل الأخفش رحمه الله، أنه قال: أقمت أربعين سنة أغلظ العلماء من كتاب الفصيح، هذا قوله والزمن مغمور بفضائل الحكماء معمور الأرجاء بمحاسن الأدباء لم تعف رسومه ولا أخوت نجومه.
وقال أيضاً بعض الشعراء ينبه في شعره على جلالة قدره وعظم خطره:
(كتاب الفصيح كتاب مليح ... يقال لقارئه ما أبلغه)
(عليك أخي به إنه ... لباب اللباب وصفو اللغة)
وها أنا أبدأ بشرح أبوابه وذكر المهم من معانيه وإعرابه على طريق الإيجاز والاختصار ومجانبة الإكثار، ومن الله أسأل العصمة والتوفيق فهو الهادي إلى سواء الصراط لا رب غيره.