(وأهديت إلى البيت هديا) أرسلت الإبل وغيرها إلى البيت ليأكلها المساكين، وتوهم أبو العباس أن الهدي والهدي مصدران مخالفان لمصدر أهديت الهدية وليس كذلك، لأن مصدر أهديت الهدية وأهديت الهدي واحد وهو الإهداء.
وأما الهدي والهدي فاسمان لما أهدي للبيت من إبل وغيرها، كما قالت عائشة رضي الله عنها:(كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم [بيدي]) وإنما تفتل قلائد الأنعام والحيوان ولا يفتل المصدر، وواحد الهدي: هدية، مثل: مطية ومطي، وواحد الهدي هدية، مثل: شرية وشري على من جعلهما جمعين، ويقال للعروس أيضاً: هدي، وكذلك الأسير، يقال: كان هدياً في بني فلان، أي: أسيراً.
(وهديت القوم الطريق) دللتهم عليه.
قال الشارح: هدى يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف الجر، فالقوم هو المفعول الأول، والطريق المفعول الثاني على إسقاط حرف الجر، وهو إلى، قال الله تعالى {أهدنا الصراط المستقيم}[الفاتحة: ٦] أي: إلى الصراط، وقال في المعدى بإلى من غير إسقاط:{فأهدوهم إلى صراط الجحيم}[الصافات: ٢٣] وقال: {واهدنا إلى سواء الصراط}[ص: ٢٢] وقد يعدى أيضاً إلى الثاني باللأم، نحو قوله تعالى: {الحمد لله