فإن استعملت الاسم فهو: خصيم وخصم ودنف وحر وحري وقمين وقمن وزائر ومفطر وفاطر على من قال: فطر, وصائم وعادل ومرضي ومضاف, وتقع هذه المصادر أيضاً بمعنى المفعول, كقولهم: هذا الدرهم ضرب الأمير, أي: مضروبه, وهذا خلق الله, أي: مخلوق الله, ولبن حلب, أي: محلوب, ورجل كرع, أي: مكروع فيه, وأذن حشر, أي: محشورة. ورجل (رضي) أي: مرضي كما تقدم, وقد يقع اسم الفاعل موقع المصدر, كما وقع المصدر موقع اسم الفاعل, تقول: قام قائما, فإنما يوضع في موضع قام قياماً وكذلك: خرج خارجاً هو في موضع خروج, قال الفرزدق:
(على حلفة لا أشتم الدهر مسلما ... ولا خارج من في زور كلام)
فوضع اسم الفاعل موضع المصدر, أي: ولا يخرج خروجاً, وقد يقع أيضاً اسم المفعول موقع المصدر, كما وقع المصدر موقع اسم المفعول في قولهم: رجل مرضي بمعنى رضي, ورجل ليس له معقول, أي: عقل, وخذ ميسوره ودع معسوره بمعنى: خذ يسره ودع عسره, وقد جاء المصدر أيضاً على لفظ فاعل من غير أن يكون بمعنى غيره, نحو العافية والطاغية, وملح مالحاً, وعوفي عافية وأخرى سوى ذلك يسيرة. (وتقول: ماء وراء وروى) وهو الذي يروي شاربه, مأخوذ من الري, والري ضد العطش. قال الأستاذ أبو عبد الله بن أبي العافية: وليس رواء بمصدر ولو كان مصدراً لكان روى, بفتح الراء مع القصر, لأن فعله روي كصدي وعمي, والمصدر: الصدى والعمى, وغنا هو صفة جاء على هذا المثال, كما قالوا مكان فساح, وأرض براح,