خمسين سنة خلت لم تعبث بها يد الضياع؛ فقررت أن أبرزها الى النور؛ وأضعها بين يدي الجمهور - من شبابنا المثقفين.
وجدت كتبا ثلاثة أو أربعة، ومختلفات أخرى:
الكتاب الأول: هو: أصول الفقه من آيات وأحاديث الأحكام.
الكتاب الثاني هو: العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.
الكتاب الثالث هو: التربية بالقرآن والسنة.
الكتاب الرابع هو: مقتطفات من ديوان الحماسة والامالي لأبي علي القالي.
وهذه الكتب الأربعة هي عبارة عن إملاآت كان يمليها الأستاذ عبد الحميد ابن باديس على طلبته يربيهم بها، وينمي معارفهم وأفهامهم ومداركهم بمدلولاتها ومقاصدها.
فكتاب (أصول الفقه) هذا كان يلقى درسا وإملاء على طلبة السنة الثالثة، وقد تلقيته كاملا بحيث لم يفتني منه شيء، وهو ما أوليته عنايتي، فكتبته وأخرجته وعلقت عليه وشرحت ما ألهمني الله إلى شرحه، وبذلت قصارى الجهد في تصحيح مادته وأحاديثه.
وأذكر هنا ملاحظة قد طرأت عقب الانتهاء من تدريس (أصول الفقه) فقد عزم الأستاذ على تعويض المادة بفن (مصطلح الحديث)، ورغبنا نحن معشر طلبة القسم تعويضها باحدى قصائد المعلقات السبع، فكتبنا رسالة باسم طلبة القسم في اليوم الذي تقرر فيه الشروع في (مصطلح الحديث) - نبدي فيها رغبتنا، فأخذت الرسالة، وطرقت باب مقصورته مستأذنا بالدخول، فأذن لي، ودخلت، فوجدته مضطجعا على حشية يعد درسه ويحضره.