للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما زال الحديث عن التوابع التي تتبع في إعرابها ما تقدمها من متبوع، وعرفنا السر في جعلها بين المرفوعات والمنصوبات؛ لأنها منها ما هو مرفوع وهو التابع للمرفوع، ومنها ما هو المنصوب لأنه تابع للمنصوب، ومنها ما هو تابع لمجرور، ومنها ما يتبع المجزوم وهكذا، فوضعها هنا مناسب جداً، ولو جعلها بعد الجميع بعد المرفوعات والمنصوبات والمجرورات لكان له وجه، مضى من التوابع النعت والعطف، والعطف الذي تحدث عنه عطف النسق، العطف بالحروف، أما العطف عطف البيان فلم يذكره اكتفاءً بالبدل الآتي، يعني كل ما يصلح أن يعرب بدلاً يصلح أن يعرب عطف بيان والعكس، إلا في مسائل ثلاث، والكتاب إنما ألف للمبتدئين، وهذه المسائل الثلاث التي يختلف فيها عطف البيان عن البدل لا تناسب المبتدئين، والمراد بالمبتدئين الذين لم يطرق أسماعهم هذا الفن، وإن كان مستواكم يعني سمعتم وقرأتم وتعلمتم من النحو الشيء الكثير، ولذا الإشكال عندنا وهذا نبهنا عليه مراراً أن طريقة التعليم لهذا الفن أشبه ما تكون بالعقيمة، طريقة التعليم المعاصرة لهذا الفن ليس فيها التدرج المطلوب، على الترتيب وعلى الجادة المعروفة عند أهل العلم، تجد ما يدرس في المرحلة الابتدائية مع الأسف أن مستويات الطلاب لا تحتمل أكثر من هذا في الوقت الحاضر؛ لما شغل به الناشئة من متعلقات ترف الحياة، وراجع أحياناً شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك وهذا قرأناه في المعهد، بعضهم في المتوسط، وبعضهم في الثانوية، أعجب كيف استطعنا أن نتجاوزها في ذلك الوقت، وأجزم يقيناً أنه يصعب على طلاب الجامعات، فهل سبب ذلك أن التركيب لبني آدم اختلف، أو أن المؤثرات غزت العقول وأشغلتها؟ هو الثاني قطعاً، لأنه يوجد نوابغ بنفس المستوى الموجود سابقاً، وقد يمر ببعضكم في الطبعات القديمة تجدون شرح الكفراوي على الآجرومية، شرح قد لا يطيقه كثير من طلاب العلم، هو مقرر لأولى ابتدائي بالأزهر، السنة الأولى الابتدائي بالأزهر، وشرح القطر في السنة الثانية، وشرح شذور الذهب في السنة الثالثة، وشرح ابن عقيل كامل في السنة الرابعة، في الابتدائي، ابتدائي الأزهر، يعني هل تركيب الناس اختلف؟ يعني ضعفت عقولهم؟ ضعف استيعابهم؟ ضعف

<<  <  ج: ص:  >  >>