على مده أربعا وهي مد المتصل أربعا وستا على كل من الإظهار والإدغام. فإذا وصلت إلى قوله " أولئك هم الغافلون " فترتقي الأوجه إلى ستة عشر وجها لزيادة الغنّة مع توسط المدين عند الإدغام ومع أوجه الإشباع الخمسة. فإذا وصلت إلى أول الأنفال فترتقي الأوجه إلى اثنتين وعشرين وجها لزيادة التكبير على أربعة التوسط مع الإشباع وعلى الإشباع مع عدم الغنّة عند قصر المنفصل ومده ثلاثا. قال:
[ولم يكن إظهارُ يس يُرَى ... لمنْ لهُ كبَّرَ أو قدْ قصَّرَا]
قد مرّ أن ابن مهران روى عن الأصبهاني في " يس والقرآن " الإظهار وأن بقية أهل الأداء رووا عنه إدغامه. وقد أوضح الناظم بهذا البيت أن إظهار " يس والقرآن " للأصبهاني لم يرد عن أحد من رواة التكبير عنه ولا عن أحد ممن روى عنه قصر المنفصل ويفهم من ذلك جوازه له مع مده ثلاثا وأربعا. وقد علمت مما مر في باب المد أن مذهب ابن مهران في غايته توسط المدين عن الأصبهاني على ما حرره الأزميري في بدائعه وعلى ذلك فكان على الناظم أن يبين عدم ورود الإظهار عن أحد من رواة الثلاث أيضا ولذا قلت بدل البيت المذكور:
إن تظهرن يس يا خلى فلا - تكبير والمدين وسط تفضلا
وأما الإدغام فيأتي مع جميع أوجه المدين والتكبير وعدمه. قال:
[وفي أَلَمْ نخلقكمُ الإدغامُ ... لا غير عند قصره يرامُ]
قد اختلف أهل الأداء عن الأصبهاني في " ألم نخلقكم " في المرسلات فذهب جمهورهم إلى إدغام القاف في الكاف منه إدغاما محضا وذهب ابن مهران إلى إدغامه فيه مع إبقاء صفة استعلاء القاف ويأتي الأول على جميع أوجه المدين ويجوز الثاني على توسطهما معا. ولا يخفى أن مقابل القصر عند الناظم هو المد ثلاثا وأربعا فكان الأولى أن يقول بدل هذا البيت:
وفي ألم نخلقكم الإبقا علَى - توسطِ المدين لا غير اعملاَ