للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ينكر ذلك أحد منهم وهذا الطريق هو المقصود بالبيان والتعريف في هذا النظم. قال:

[وكلّ ما خالف فيه الأزرقا ... ذكرته لا ما عليه اتّفقا]

[وكان من طريق حرز الشاطبي ... وحسبي الله الكريم والنبي (١) ]

ذكر رحمه الله تعالى في هاذين البيتين اصطلاحه في هذا النظم فبين أنه سيذكر فيه جميع الأحكام والكلمات التي خالف فيها أبو بكر الأصبهاني مما هو مدون له في طيبة النشر أبا يعقوب الأزرق دون الأحكام والكلمات التي اتفقا عليها وكانت مذكورة للأزرق في كتاب" حرز الأماني ووجه التهاني" المعروف بمتن الشاطبية فإنه يتركها اتكالا على ذكرها فيه. ثم قال:

[القول في البسملة والمد والقصر]

[بسمل بين السورتين وقصرْ ... منفصلا وأربعا فيه اعتبرْ]

[كذاك في متّصل وقيل ستْ ... فيه وفيهما ثلاث قد نعتْ]

يعني أن الأصبهاني فصل بالبسملة بين كل سورتين قولا واحدا يعني سوى بين الأنفال وبراءة إذ بينهما لجميع القراء ثلاثة أوجه: الوقف والوصل والسكت بدون بسملة لاتفاقهم على تركها أول براءة مطلقا. وجاء عنه في المد المنفصل: وهو ما انفصل شرطه عن سببه. نحو: " بما أنزل "، " قالوا آمنا "، " في أنفسكم ". ثلاثة أوجه: القصر وبه أخذ له أبو العز في كفايته وابن سوار في مستنيره والمالكي والمعدل في روضتيهما وابن خيرون في مفتاحه وأبو الكرم في مصباحه والخياط في جامعه وأبو اليمن الكندي وهو أحد الوجهين له في الإعلان وهو الذي ينبغي الأخذ به لأبي العلاء في غايته عنه كما حرره الأزميري خلافا لظاهر النشر وذكره في النشر من غاية ابن مهران في بيان المد المنفصل


(١) هذا من قبيل الشرك الأصغر الذي يجري على ألسنة الناس كقولهم: ما شاء الله وشئت، أتوكل على الله وعليك، ما لي إلا الله وأنت. وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك.

<<  <   >  >>