للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال بعد إيراده هذا الحديث وقد حذف منه العبارة الأخيرة -يعني المشرق-: «ولاعبرة بالزيادة التي أضافوها بقولهم: يعني المشرق، فهي واضحة الوضع ليخففوا بها عن أم المؤمنين، ويبعدوا هذه التهمة عنها». (١)

ومن الأحاديث التي طعن فيها، الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن عائشة قالت: (حججنا مع النبي فأفضنا يوم النحر، فحاضت صفية فأراد النبي منها مايريد الرجل من أهله فقلت يارسول الله إنها حائض). (٢)

قال: حسبه الله: «عجباً لهذا النبي الذي يحب مجامعة زوجه،

على مشهد وعلم من زوجته الآخرى، فتعلمه بأنها حائض، بينما لا

تعلم المعنية بالأمر من ذاك شيئاً». (٣)

وبهذا الأسلوب نفسه يطعن في حديث عائشة وعثمان الذي رواه مسلم في صحيحه: (أن أبا بكر استأذن على رسول الله وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال: لعائشة اجمعي عليك ثيابك، فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت) (٤) الحديث.

قال بعد إيراده الحديث متهكما غامزاً الحديث بالوضع: «أي نبي هذا الذي يستقبل أصحابه وهو مضطجع في مرط زوجته على فراشه، وبجانبه زوجته في لباس مبتذل، حتى إذا جاء عثمان جلس، وأمر زوجته بأن تجمع عليها ثيابها» (٥) - على هذا المفترى من الله مايستحق-.


(١) فسألوا أهل الذكر ص ١٠٥.
(٢) رواه البخاري في كتاب الحج (باب الزيادة يوم النحر) ٣/ ٥٦٧، ح ١٧٣٣.
(٣) فسألوا أهل الذكر ص ٢٦٦.
(٤) صحيح مسلم (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان
) ٤/ ١٨٦٦، ح ٢٤٠٢.
(٥) فسألوا أهل الذكر ص ٢٦٧.

<<  <   >  >>