للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه مسألة مقررة عند أهل العلم أيضاً بما ثبت من ثناء الصحابة بعضهم على بعض أجمعين، فمن ذلك ما جاء عن علي بعد معركة الجمل أنه كان يتفقد القتلى فرأى طلحة بن عبيد الله مقتولاً فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: (رحمة الله

عليك أبا محمد يعزّ عليّ أن أراك مجدولاً (١) تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى الله أشكو عُجَري وبُجَري (٢)) . (٣)

ولما جاءه (ابن جرموز) قاتل الزبير ومعه سيفه لعله يجد عنده حظوة فاستأذن عليه فقال علي : (لا تأذنوا له وبشروه بالنار) ، وفي رواية أن علياً قال: (سمعت رسول الله يقول: بشر قاتل ابن صفية بالنار) .

وقال لما رأى سيف الزبير: (طال ما فرج الكرب عن وجه رسول الله ) . (٤)

وبعد انتهاء معركة الجمل ذهب علي إلى عائشة فقال: (كيف أنت يا أُمّه؟ قالت: بخير، قال: يغفر الله لكِ، قالت: ولك) . (٥)

وذكر الطبري أن علياً بلغه أن رجلين شتما عائشة فبعث القعقاع بن عمرو فأتى بهما، فقال: اضرب أعناقهما، ثم قال: لأنهكنهما عقوبة، فضربهما مائة مائة

وأخرجهما من ثيابهما. (٦)

وروى الطبري من طريق محمد بن عبد الله بن سواد وطلحة بن الأعلم في تجهيز علي لعائشة لما أرادت أن ترتحل من البصرة قالا: «جهز على عائشة بكل شيء ينبغي لها من مركب، أوزاد أو متاع، وأخرج معها


(١) أي: مرمياً ملقيً على الأرض قتيلاً: النهاية لابن الاثير ١/٢٤٨.
(٢) أي: همومي وأحزاني، النهاية لابن الأثير ٣/١٨٥.
(٣) البداية والنهاية لابن كثير ٧/٢٥٨.
(٤) ذكر هذه الروايات ابن كثير في البداية والنهاية ٧/٢٦٠.
(٥) أورده الطبري في تأريخه ٤/٥٣٤.
(٦) انظر: تاريخ الطبري ٤/٥٤٠.

<<  <   >  >>