للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحقيقة إن عامة هذه الفرق المبتدعة، إنما أحدثها أول من أحدثها، إما كفار أصليون أو منافقون ظاهروا النفاق في الأمة.

فالخوارج يرجعون في أصل عقيدتهم ونسبهم إلى ذي الخويصرة الذي اعترض على النبي في قسم الغنائم يوم حنين فقال: (يارسول الله اعدل، قال: رسول الله ويلك ومن يعدل إن لم أعدل؟ قد خبت وخسرت، فقال عمر بن الخطاب : يارسول الله أئذن لي فيه أضرب عنقه، قال رسول الله : دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه من صيامهم، يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من

الرّمية .. ). (١)

والرافضة ترجع في أصل نشأتها إلى عبد الله بن سبأ اليهودي الحميري الذي هو أول من ابتدع الرفض.

يقول شيخ الإسلام: «إن الذي ابتدع الرفض كان يهودياً، أظهر الإسلام نفاقاً، ودس إلى الجهال دسائس، يقدح بها في أصل الإيمان،

ولهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة». (٢)

وهذا أمر مقرر مشهور عند علماء الإسلام، متواتر عنهم في كتبهم.

وقد اعترف بهذا كبار مؤرخي الرافضة ومحققيهم.

يقول الكشي عن عبد الله بن سبأ: «وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه، وأكفرهم فمن هناك قال من خالف الشيعة، أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية». (٣)


(١) رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري في: (كتاب استتابة المرتدين، باب ترك قتل الخوارج للتألف) فتح البارى ١٢/ ٣٩٠. ومسلم: (كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفتهم) ٢/ ٧٤٤.
(٢) مجموع الفتاوى ٤/ ٤٢٨.
(٣) رجال الكشي ص ٧١.

<<  <   >  >>