للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نقل هذا النص كبار علمائهم المشهورين: كالأشعري القمي (١)، والنوبختي (٢)، والمامقاني. (٣)

وأما القدرية: فأول من أظهر مقالتهم وتكلم في القدر: رجل نصراني يسمى: (سوسن) روى الآجري واللالكائي عن الأوزاعي قال: «أول من نطق في القدر: رجل من أهل العراق يقال له: سوسن كان نصرانياً فأسلم ثم تنصر، فأخذ عنه معبد الجهني وأخذ غيلان

عن معبد». (٤)

وأما الجهمية: فمنسوبة للجهم بن صفوان، أول من أشهر القول بتعطيل الصفات، والجهم أخذ مقالته عن الجعد بن درهم، وأخذها الجعد عن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر، الذي سحر النبي ذكر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير -رحمهما الله-. (٥)

وأما الفلاسفة: فأخذوا الفلسفة عن فلاسفة اليونان، بل عن شرهم وهو أرسطو.

قال ابن القيم: «الفلاسفة لا تختص بأمة من الأمم، بل هم موجودون في سائر الأمم، وإن كان المعروف عند الناس، الذي اعتنوا بحكاية مقالاتهم: هم فلاسفة اليونان». (٦)

ويقول في التعريف بمصطلح الفلسفة: «وقد صار هذا الاسم في عرف كثير من الناس مختصاً بمن خرج عن ديانات الأنبياء، ولم يذهب إلا إلى ما يقتضيه العقل في زعمه، وأخص من ذلك أنه في عرف

المتأخرين اسم


(١) المقالات والفرق ص ٢١ - ٢٢.
(٢) فرق الشيعة ص ٢٢.
(٣) تنقيح المقال ٢/ ١٨٤.
(٤) الشريعة للآجري ص ٢٤٣، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ٤/ ٧٥٠.
(٥) انظر: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ٥/ ٢٠، والبداية والنهاية لابن كثير ٩/ ٣٦٤.
(٦) إغاثة اللهفان ٢/ ٢٦٠.

<<  <   >  >>