للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فثبت بصريح الكتاب والسنة أن الله رضي عنهم، وأنزل السكينة في قلوبهم، وشهد لهم الرسول بالجنة، والنجاة من النار، فالطعن فيهم بعد هذا تكذيب صريح لما دلت عليه النصوص، ورد على الله ورسوله، ولهذا لم يتوقف العلماء في تكفير من كفّر، أو فسق

عامة الصحابة لمناقضته لصريح الكتاب والسنة.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تفصيل حكم سب الصحابة: «وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضاً في كفره، لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين». (١)

الوجه الثالث: يتعلق بما جاء في سياق بعض الروايات الصحيحة وفيها فقال الرسول لأصحابه: (قوموا انحروا ثم احلقوا، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات). (٢)

أورده المؤلف ثم قال معلقاً: «هل يقبل عاقل قول القائلين بأن الصحابة كانوا يمتثلون أوامر الرسول وينفذونها، فهذه الحادثة تقطع عليهم ما يرومون». (٣)

قلت: تقدمت الإجابة عليه، وأنه لا مطعن على أصحاب

رسول الله فيه. (٤)

لكن أقول للمؤلف هنا: ألم يكن علي ومن تعتقدون عدالته من الصحابة في هؤلاء، ويرد عليه ما قلتم فما هو جوابكم؟.


(١) الصارم المسلوك على شاتم الرسول ص ٥٨٦.
(٢) وردت هذه العبارة ضمن الحديث الطويل الذي رواه البخاري من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في (كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد .. ) فتح الباري ٥/ ٣٢٩، ح ٢٧٣١، ٢٧٣٢.
(٣) تقدم نقل نصه كاملاً ص ٢٦٣.
(٤) انظر ص ٢٦٦ من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>