للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- أن عمر هو الذي عارض رسول الله وقال: (إنه يهجر)، ثم

قال: (عندكم القرآن)، (حسبنا كتاب الله)، وقال إنه لا يجد مبرراً لقول عمر الذي أنزل رسول الله أنه لا يعي ما يقول، وذكر أن تعليل أهل السنة بأن عمر قال ذلك شفقة على رسول الله لايقبله بسطاء العقول فضلاً عن العلماء.

- أن الأكثرية الساحقة من الصحابة كانت على قول عمر ذلك، ولذلك رأى رسول الله عدم جدوى كتابة الكتاب، لأنه علم بأنهم لن يمتثلوه بعد موته.

- أن الصحابة في هذه الحادثة تعدوا حدود رفع الأصوات إلى رميه بالهجر والهذيان

قلت: ما ذكره المؤلف هنا من مطاعن ليس هو أول من أوردها، وإنما أخذها عن سلفه من الرافضة، وهي من مطاعنهم القديمة المشهورة على الصحابة. وعمدتهم في ذلك ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس أنه قال: (لما حضر رسول الله وفي البيت رجال فقال النبي هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال بعضهم: إن رسول الله قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله : قوموا.

قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما

حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم). (١)

وفي رواية أخرى عن ابن عباس قال: (يوم الخميس وما يوم


(١) رواه البخاري: (كتاب المغازي، باب مرض النبي ) فتح البارى ٨/ ١٣٢، ح ٤٤٣٢. ومسلم: (كتاب الوصية، باب من ترك الوصية) ٣/ ١٢٥٨، وفي رواية مسلم أن القائل إن رسول الله قد غلبه الوجع الخ هو عمر .

<<  <   >  >>