للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله الشاكرين﴾ (١) ، (الثابتين على دينهم أبا بكر وأصحابه) . (٢)

وكان يقول: (كان أبو بكر أمين الشاكرين، وأمين أحباءِ الله، وكان أشكرهم وأحبهم إلى الله) . (٣)

وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن قول الله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجهادون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم﴾ (٤) ، أنها كانت في أبي بكر وأصحابه، لما كان في علم الله أنهم سيقاتلون أهل الردة.

روى الطبري بسنده عن علي أنه قال في قوله تعالى: ﴿فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه﴾ ، (بأبي بكر وأصحابه) .

وعن الحسن البصري قال: (هذا والله أبو بكر وأصحابه) .

وعن الضحاك قال: (هو أبو بكر وأصحابه، لما ارتد من ارتد من العرب عن الإسلام جاهدهم أبو بكر وأصحابه، حتى ردهم إلى الإسلام) .

وبهذا قال قتادة وابن جريج وغيره من أئمة التفسير. (٥)

فتأمل أيها القارئ كيف أن هذا الرافضي الحاقد يرمي أصحاب النبي بالردة بعد موت النبي ، في حين أنهم هم الذين قاتلوا المرتدين، وأثنى الله عليهم بذلك، واشتهر في الأمة فضلهم بما قاموا به من نصرة دين الله بعد موت النبي ، وجهادهم أولئك المرتدين على

كثرتهم، مما لا يجهله أحد من عوام المسلمين اليوم، فضلاً عن علمائهم، ثم يأتي هذا الرافضي فيتهم هؤلاء الصحابة بالردة مصادماً بذلك النصوص والواقع،


(١) سورة آل عمران من الآية ١٤٤.
(٢) تفسير الطبري ٣/٤٥٥.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) سورة المائدة آية ٥٤.
(٥) تفسير الطبري ٤/٦٢٣-٦٢٤.

<<  <   >  >>