للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البخاري: عن عكرمة قال: أُتي عليّ بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال: (لوكنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله : لا تعذبوا بعذاب الله. ولقتلتهم لقول رسول الله : من بدل دينه فاقتلوه). (١)

قال ابن حجر في شرح الحديث بعد أن ذكر بعض الروايات في هؤلاء المحَرَّقين وفيها: أنهم ناس كانوا يعبدون الأصنام، وفي بعضها أنهم قوم ارتدوا عن الإسلام، على اختلاف بين الروايات في تعيينهم قال بعد ذلك: «وزعم أبو المظفر الإسفرايني في (الملل والنحل) أن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الالهية وهم السبئية.

وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهودياً أظهر الإسلام، وابتدع هذه المقالة. وهذا يمكن أن يكون أصله: ما رويناه في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري قال: قيل لعلي إن هنا قوماً على باب المسجد يدعون أنك ربهم، فدعاهم فقال: ويلكم ماتقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا». (٢)

ثم ساق بقية الرواية وفيها أن علياً استتابهم ثلاثاً فلم يرجعوا، فحرقهم بالنار في أخاديد قد حُفِرت لهم وقال:

إني إذا رأيت أمراً منكراً … أوقدت ناري ودعوت قنبرا

قال ابن حجر: «وهذا سند حسن». (٣)

فعلى هذا يكون تحريق علي للسبئية ثابتاً وسواء أكان ذلك بأثر عكرمة في البخاري أم بهذا الأثر على رأي ابن حجر

-رحمه الله تعالى-.


(١) صحيح البخاري (كتاب استتابة المرتدين باب المرتد والمرتدة) فتح البارى ١٢/ ٢٦٧ ح ٦٩٢٢.
(٢) فتح الباري ١٢/ ٢٧٠.
(٣) فتح الباري ١٢/ ٢٧٠.

<<  <   >  >>