وسيأتي في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما يشعر بميله للرأي الأول والله تعالى أعلم.
والمقصود هنا هو ظهور عقائد الرافضة المتمثلة في الغلو في علي ﵁ في تلك الفترة الزمنية المتقدمة، وإمعان علي ﵁ في عقوبتهم حتى قال ابن عباس في ذلك ما قال.
كما ثبت انكار علي ﵁ لكل العقائد الأخرى التي ظهرت في عهده وانتظمت في سلك التشيع له: كتفضيله على عامة الصحابة وتقديمه على الشيخين، وكانتشار سب الصحابة والازراء عليهم بين أولئك الضلاّل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «ولما أحدثت
البدع الشيعية في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁ ردها، وكانت (ثلاث طوائف) غالية، وسبابة ومفضِّلة. فأما الغالية فإنه حرقهم بالنار، فإنه خرج ذات يوم من باب كندة فسجد له أقوام، فقال: ما هذا؟ فقالوا: أنت هو الله فا ستتابهم ثلاثاً فلم يرجعوا فأمر في الثالث بأخاديد فخُدّت وأضرم فيها النار، ثم قذفهم فيها وقال:
لما رأيت الأمر أمراً منكراً … أججت ناري ودعوت قنبرا
وفي صحيح البخاري:(أن علياً أتى بزنادقة فحرّقهم وبلغ ذلك ابن عباس فقال: أما أنا فلو كنت لم أحرقهم لنهي النبي ﷺ أن يُعَذّب بعذاب الله ولضربت أعناقهم لقول النبي ﷺ من بدل دينه فاقتلوه) . (١)
وأما السبابة: فإنه لما بلغه من سب أبا بكر وعمر طلب قتله، فهرب منه إلي قرقيسيا وكلمه فيه، وكان علي يداري أمراءه، لأنه لم يكن متمكنا ولم يكن يطيعونه في كل ما يأمرهم به.