للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن). (١)

وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود (ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآيه ﴿ألم يأن للذين آمنوا .. ﴾ إلا أربع سنين). (٢)

ورواية ابن مسعود أصح من غيرها فإنها في صحيح مسلم، وهي دليل على أن عتاب الله لهم بالآية كان في بداية إسلامهم، خلافاً لما زعمه الرافضي أنه بعد سبع عشرة سنة من نزول القرآن.

وأما طعن الرافضي في الصحابة بزعمه أنه لم تخشع قلوب السابقين منهم فكيف بمن أتى بعدهم!

فهذه دعوى باطلة وفرية ظاهرة، يردها ما ثبت في سيرة

الصحابة من أخبار تدل على تحقيقهم أعلى مقامات الخشوع، وشدة خوفهم من الله وكثرة بكائهم من خشيته مما لاينكره إلا مكابر أو جاهل.

فمن ذلك ما رواه الشيخان من حديث أنس قال: (خطب رسول الله خطبة ما سمعت مثلها قط، قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، قال: فغطى أصحاب رسول الله وجوههم لهم حنين). (٣) وفي رواية مسلم (خنين)

والحنين هو: الصوت الذي يرتفع بالبكاء من الصدر، والخنين:

من الأنف (٤)، والمقصود شدة بكائهم من موعظة رسول الله .

وفي رواية أخرى لمسلم: (فأكثر الناس البكاء، حين سمعوا ذلك من رسول الله ). (٥)


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٤/ ٢٩٧، وابن كثير في تفسيره ٤/ ٣١٠.
(٢) أخرجه مسلم (كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ﴿ألم يأن للذين آمنوا﴾) ٤/ ٢٣١٩، ح ٣٠٢٧.
(٣) صحيح البخاري (كتاب التفسير، باب لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) فتح الباري ٨/ ٢٨٠، ح ٤٦٢١، وصحيح مسلم (كتاب الفضائل، باب توقيره .. ) ٤/ ١٨٣٢، ح ٢٣٥٩.
(٤) فتح الباري لابن حجر ٨/ ٢٨١.
(٥) أخرجها مسلم من حديث أنس (كتاب الفضائل، باب توقيره .. ) ٤/ ١٨٣٢.

<<  <   >  >>