للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤرخون) ولم يحل على أي مصدر لذلك، ومعلوم وزن مثل هذه الدعوى عند المحققين والباحثين، فكيف بها وقد صدرت من رافضي حاقد.

ومعاوية منزه عن مثل هذه التهم، بما ثبت من فضله في الدين، فقد كان كاتب الوحي لرسول الله (١)، وثبت في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عبد الرحمن بن عميره أن النبي قال لمعاوية: (اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به). (٢)

وكان محمود السيرة في الأمة، أثنى عليه بعض الصحابة وامتدحه

خيار التابعين، وشهدوا له بالدين والعلم، والعدل والحلم، وسائر خصال الخير.

فعن عمر بن الخطاب قال لما ولاّه الشام: (لا تذكروا معاوية إلا بخير). (٣)

وعن علي أنه قال بعد رجوعه من صفين: (أيها الناس لاتكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل). (٤)

وعن ابن عمر أنه قال: (ما رأيت بعد رسول الله أسود


(١) روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس أن أبا سفيان قال للنبي : ثلاث أعطنيهن، قال: نعم وفيه: (معاوية تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعم) صحيح مسلم ٤/ ١٩٤٥.
قال ابن عساكر: «وأصح ما روى في فضل معاوية حديث أبي جمرة عن ابن عباس أنه كان كاتب النبي منذ أسلم». نقله ابن كثير في البداية والنهاية ٨/ ١٢٥.
(٢) أخرجه الترمذي: (كتاب المناقب، باب مناقب لمعاوية ) ٥/ ٦٨٧، وقال هذا حديث حسن غريب، وصحح الحديث الألباني قال في سلسلة الأحاديث الصحيحة ٤/ ٦١٥: «رجاله كلهم ثقات رجال مسلم فكان حقه أن يصحح .. ».
وقال: «وبالجملة فالحديث صحيح».
(٣) أورده ابن كثير في البداية والنهاية ٨/ ١٢٥.
(٤) المصدر نفسه ٨/ ١٣٤.

<<  <   >  >>