للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسموعة عند أحد سوى من ابتلي بمصيبتهم في مقتل عثمان ، وشاركهم في دمه من الخوارج المارقين، ومما يدل على ذلك ما نقله المؤرخون في الحوار الدائر بين هؤلاء قُبيل موقعة الجمل، ومما جاء فيه كما ذكر الطبري: «قال ابن السوداء ودّ والله الناس أنكم على جديلة (١) ولم تكونوا مع أقوام برآء، ولو كان ذلك الذي تقول لتخطفكم كل شئ». (٢)

وفي موطن آخر: «وتكلم ابن السوداء فقال: يا قوم إن عزكم في خلطة الناس فصانعوهم». (٣)

وهذا القول لا يقوله صاحب شوكة ومنعة. ومع هذا فإنه لاينكر دور هؤلاء السبئية وقتلة عثمان في إشعال نار الحرب بين الصحابة، بل ذلك مقرر عند أهل التحقيق للفتنة وأحداثها.

يقول ابن حزم مقرراً ذلك: «وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا، فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراعة والتدبير عليهم، فبيتوا عسكر طلحة والزبير، وبذلوا السيوف فيهم فدفع القوم عن أنفسهم». (٤)

ويقول ابن كثير: «وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورون وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس». (٥)

المرحلة الثالثة: اشتداد أمرهم وقوتهم، واجتماعهم تحت قيادة واحدة، وذلك بعد مقتل الحسين للأخذ بثأر الحسين والانتقام له من أعدائه.


(١) الجديلة هي: القبيلة، والشاكلة والناصية، القاموس المحيط ٣/ ٣٤٧ والمعنى هنا أي: منعزلين في ناحية عن الناس.
(٢) تاريخ الطبري ٤/ ٤٩٤.
(٣) تاريخ الطبري ٤/ ٤٩٤.
(٤) الفصل في الملل والاهواء والنحل ٤/ ٢٣٩.
(٥) البداية والنهاية ٧/ ٢٥١.

<<  <   >  >>