للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصحيح الثابت أن الصحابة اتفقوا قاطبة على استخلاف الصديق، على ما دلت على ذلك النقول الصحيحة وأقوال المحققين من أهل العلم.

ففي صحيح البخاري من حديث عائشة الطويل في خبر البيعة لأبي بكر: (فقال عمر بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله ، فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس). (١)

وروى الحاكم عن عبد الله بن مسعود قال: (ما رأى المسلمون

حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون سيئاً فهو عند الله سييء، وقد رأى الصحابة جميعاً أن يستخلفوا أبابكر ). (٢)

وأخرج النسائي والحاكم عن ابن مسعود قال: (لما قبض رسول الله قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فأتاهم عمر بن الخطاب فقال: يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله قد أمر أبابكر أن يؤم الناس؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبابكر). (٣)

فدلت هذه الروايات الصحيحة على اتفاق الصحابة على بيعة أبي بكر وإجماعهم على ذلك، على ماصرح بذلك الصحابة .

كما نقل هذا الإجماع غير واحد من الأئمة.

فعن معاوية بن قرة قال: (ما كان أصحاب رسول الله يشكون أن أبابكر خليفة رسول الله ، وما كانوا يسمونه إلا خليفة رسول الله ، وما كانوا يجتمعون على خطأ

وضلال). (٤)


(١) أخرجه البخاري في (كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي لو كنت متخذاً خليلاً) فتح الباري ٧/ ١٩ - ٢٠، ح ٣٦٦٨.
(٢) رواه الحاكم في المستدرك ٣/ ٨٣ - ٨٤ وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص.
(٣) أخرجه النسائي في (كتاب الإمامة- ذكر الإمامة والجماعة) ٢/ ٥٨، والحاكم في المستدرك ٣/ ٧٠ وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٤) أورده السيوطي في تأريخ الخلفاء ص ٧٧.

<<  <   >  >>