للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن الإمام الشافعي قال: (أجمع الناس على خلافة أبي بكر الصديق، وذلك أنه اضطر الناس بعد رسول الله فلم يجدوا تحت أديم السماء خيراً من أبي بكر فولوه رقابهم). (١)

ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه : «وأبو بكر بايعه المهاجرون والأنصار، الذين هم بطانة رسول الله ، والذين بهم صار للإسلام قوة وعز، وبهم قُهِر المشركون، وبهم فتحت جزيرة العرب، فجمهور الذين بايعوا رسول الله هم الذين بايعوا أبا بكر». (٢)

ويقول أيضاً: «فلما اتفقوا على بيعته، ولم يقل أحد إني أحق بهذا الأمر منه، لا قرشي ولا أنصاري، فإن من نازع أولا من الأنصار لم تكن منازعته للصديق، بل طلبوا أن يكون منهم أمير، ومن قريش أمير، وهذه منازعة عامة لقريش، فلما تبين لهم أن هذا الأمر في قريش قطعوا المنازعة.

ثم بايعوا أبا بكر من غير طلب منه، ولا رغبة بذلت لهم ولا رهبة، فبايعه الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة، والذين بايعوه ليلة

العقبة، والذين بايعوه لما كانوا يهاجرون إليه، والذين بايعوه لما كانوا يسلمون من غير هجرة كالطلقاء، ولم يقل أحد قط إنى أحق بهذا الأمر من أبي بكر، ولا قاله أحد في أحد بعينه: إن فلاناً أحق بهذا الأمر من أبي بكر». (٣)

وقال الحافظ ابن كثير-: «وقد اتفق الصحابة على بيعة الصديق في ذلك الوقت، حتى علي بن أبي طالب، والزبير ابن العوام». (٤) ثم ساق الروايات الصحيحة الدالة على ذلك.

فثبت بهذا اتفاق الصحابة وإجماعهم على بيعة أبي بكر


(١) المصدر نفسه.
(٢) منهاج السنة ١/ ٥٣١.
(٣) منهاج السنة ٦/ ٤٥٤ - ٤٥٥.
(٤) البداية والنهاية ٦/ ٣٠٦.

<<  <   >  >>