للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك كبار الصحابة كانوا محققين لهذا الأمر متأسين فيه بنبيهم موجهين الأمة إليه:

فعن علي أنه قال: (إذا سئلتم عما لاتعلمون فاهربوا قالوا: وكيف الهرب يا أمير المؤمنين؟ قال: تقولون: الله أعلم) . (١)

وعنه أنه قال: (وأبردها على الكبد، إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول: الله أعلم) . (٢)

وعن ابن عمر أن رجلاً سأله عن مسألة فقال: (لا علم لي بها، فلما أدبر الرجل، قال ابن عمر: نِعْمَ ما قال ابن عمر، سئل عما لا يعلم فقال: لا علم لي به) . (٣)

وقال أبو الدرداء: (قول الرجل فيما لا يعلم: لا أعلم نصف العلم) . (٤)

وقال ابن عباس: (إذا ترك العالم لا أعلم فقد أصيبت مقاتله) . (٥)

فتبين بهذا أن التورع من القول على الله بلا علم، والتوقف عند ذلك دليل فضل وخير، ولا يطعن على العلماء بذلك إلا جاهل

متطاول، وكيف يطعن على أحد بهذا، ورسول الله على هذا الأمر، ومن بعده خيار أصحابه وفقهاؤهم، بما فيهم علي الذي تدعي فيه الرافضة ماتدعي من الغلو المفرط يقول: (وأبردها على الكبد أن أقول لما لا أعلم الله أعلم) بل ثبت عنه أنه قال مثل قول أبي بكر على ماروى ابن عبد البر بسنده من طريق أبي البختري عن علي قال: (أي أرض تقلني أوسماء تظلني إذا قلت في كتاب الله مالا أعلم) . (٦)


(١) أخرجه الدارمي في سننه ١/٧٤.
(٢) المصدر السابق ١/٧٤
(٣) المصدر السابق ١/٧٤، وأورده ابن عبد البر في جامع بيان العلم ص٣٥٤.
(٤) أورده ابن عبد البر في جامع بيان العلم ص٣٥٧.
(٥) المصدر السابق ص٣٥٦.
(٦) جامع بيان العلم ص٣٥٣.

<<  <   >  >>