للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان». (١)

ويقول هاشم البحراني (٢) -أحد كبار مفسريهم-: «اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله شئ من التغييرات وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات». (٣)

ويقول أيضاً: «وعندي في وضوح صحة هذا القول (أي تحريف القرآن) بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وأنه من أكبر مقاصد الخلافة». (٤)

ويقول نعمة الله الجزائري (٥): «إن الأخبار الدالة على هذا (التحريف) تزيد على ألفي حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد،

والمحقق الداماد، والعلامة المجلسي». (٦)

فهذه أقوال أئمتهم ومحققيهم الكبار تقطع بتواتر واستفاضة الروايات في كتبهم بدعوى تحريف القرآن وتبديله، وأنها تبلغ الآلاف مما جعل بعض هؤلاء العلماء يقطع بأن هذه العقيدة من ضروريات المذهب عندهم وأكبر مقاصد الإمامة.

وزيادة على ما جاء في كتبهم من آلاف الروايات الدالة على دعوى


(١) أوائل المقالات ص ٩١.
(٢) هاشم بن سليمان البحراني، توفي سنة ١١٠٧ هـ.
قال عنه يوسف البحراني: «كان فاضلاً محدثاً جامعاً متتبعاً للأخبار بما لم يسبق إليه سابق سوى شيخنا المجلسي، وقد صنف كتباً عديدة تشهد بشدة تتبعه واطلاعة». لؤلؤة البحرين ص ٦٣.
(٣) مقدمة تفسير البرهان في تفسير القرآن ص ٣٦.
(٤) المرجع نفسه ص ٤٩.
(٥) نعمة الله بن عبد الله الجزائري، متوفي سنة ١١١٢ هـ.
قال عنه الحر العاملي: «فاضل عالم محقق جليل القدر». أمل الآمل ٢/ ٣٣٦.
(٦) نقلاً عن فصل الخطاب ص ٢٤٨.

<<  <   >  >>