للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ففي الكافي والمحاسن أن أبا جعفر قال -بزعمهم-: «التقيّة من ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقيّة له». (١)

وفيهما أيضاً عن أبي عبد الله: «إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له». (٢)

وعن أبي جعفر أنه قال: «لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلى الله من التقية، ياحبيب: إنه من كانت له تقيّة رفعه الله ياحبيب، من لم تكن له تقيّة وضعه الله». (٣)

وعن أبي عبد الله أنه قال: «ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخَبْءِ، قلت: وما الخَبْء؟ قال: التقيّة». (٤)

والرافضة يحتجون لهذه العقيدة الفاسدة بقوله تعالى: ﴿لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من

الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة﴾ (٥) ولا حجة لهم في هذه الآية ولا غيرها من النصوص.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : «وهذه الاية حجة عليهم، فإن هذه الآية خوطب بها أولاً من كان مع النبي من المؤمنين. فقيل لهم: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وهذه الآية مدنية باتفاق العلماء، فإن سورة آل عمران كلها مدنية، وكذلك البقرة والنساء والمائدة، ومعلوم أن المؤمنين بالمدينة على عهد النبي لم يكن أحد منهم يكتم إيمانه، ولا يظهر للكفار أنه منهم كما تفعله الرافضة مع الجمهور والرافضة من أعظم الناس إظهاراً لمودة أهل السنة، ولا يظهر أحدهم دينه حتى إنهم يحفظون من فضائل الصحابة والقصائد التي في


(١) أصول الكافي ٢/ ٢١٩، والمحاسن للبرقي ص ٢٥٥.
(٢) أصول الكافي ٢/ ٢١٧، والمحاسن للبرقي ص ٢٥٩.
(٣) أورده البرقي في المحاسن ص ٢٥٧.
(٤) أورده الكليني في الكافي ٢/ ٢١٩.
(٥) الآية من سورة آل عمران آية (٢٨)، وممن نص على استدلالهم بها حسين ابن محمد العصفور في الانوار الوضية ص ١١٠.

<<  <   >  >>