ابصارهم) . وقوله:(أَفرأيت من اتخذ آلهه هواه واضله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) . فإن ازداد صار ذلك قُفلاً كما قال الله تعالى:(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها) . ثم إذا تمادى صار قلبه موتاً قلما ترجى له حياة فلا تنفعه الآيات والنذر كما قال الله تعالى:(إنك لا تُسمع الموتى ولا تسمع لصم الدعاء إذا ما ينذرون) . ومن حيث أن الله تعالى علم من أحوال من بلغ هذا المبلغ أنه لا يتوب ولا يؤوب قال الله تعالى:(الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون) . فلم يرد تعالى أنهم إذا تابوا لم تقبل توبتهم بل نبه بذلك على أنهم لا يتوبون فتقبل توبتهم فدل منتهى الفعل على مبدأه وهذا من كلامهم كقول الشاعر:" ولا يرى الضبُّ بها ينجحر "
ي ليس بها ضب فينجحر فنفي انجحار الضب وهو في الحقيقة نفي لوجود الضب بها، وعلى هذا دل قوله تعالى:(إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) . أي لم يكونوا ليتوبوا فيغفر لهم، وعلى هذا قال تعالى:(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب) . تنبيهاً على أن هؤلاء هم الذين يرجى لهم التوبة. وعلى