فقال الشاب: وما هو التوكل على الله؟ فقال له الرجل: يجب أن تتوكل على الله - عز وجل -، حيث إن الله - سبحانه وتعالى - أمرك بالأخذ بكل الأسباب ثم تتوكل على الله، كما قال - سبحانه وتعالى -: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(١) .. ومعنى ذلك أن تضع العزم أولاً، ولكن كي تضع العزم وتتوكل على الله فلابد وأن تنوي؛ لأنك بمجرد أن ترغب فقد تولدت النية، وحين تقرر تحقيق هدف تتولد النية، إذن فينبغي عليك أن تتعرف على النية أيها الشاب؛ لأن النية هي أعماق أفكارك، والنية تسبب ضميرك، وضميرك يسبب أحاسيسك وسلوكك، ثم تخرج إلى العالم الخارجي؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - ينظر إلى النيات، ينظر إلى النية في القلوب، وينظر إلى ضمائر الناس؛ ولذلك يجب عليك قبل أن تبدأ في أي عمل أن تقول: نويت أن آخذ بالأسباب وأتوكل عليك يا رب العالمين، ونويت الإيمان التام يا رب العالمين، ونويت طاعة تامة وإخلاصاً تاماً ووفاء تاماً يا رب العالمين، ونويت أن آخذ بالأسباب كلها يا رب العالمين، ونويت التوكل عليك يا رب العرش العظيم.. ثم تبدأ في الطريق إلى الامتياز، فالنية