للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

للأعقاب من النار".

فقوله: "أسبغوا الوضوء" مدرج من كلام أبي هريرة، بينته رواية للبخاري عنه أنه قال: أسبغوا الوضوء؛ فإن أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم قال: "ويل للأعقاب من النار".

ومثاله في وسطه: حديث عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي (١) برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفيه:

وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي ذوات العدد.

فقوله: وهو التعبد مدرج من كلام الزهري، بيّنته رواية للبخاري من طريقه بلفظ: وكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه - قال: والتحنث: التعبد - الليالي ذوات العدد.

ومثاله في آخره: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء"، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل (٢) .

فقوله: "فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل"، مدرج من كلام أبي هريرة انفرد بها نعيم بن المجمر عن أبي هريرة وذكر في "المسند" عنه أنه قال: لا أدري قوله: "فمن استطاع ... "، من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو من قول أبي هريرة! وقد بيّن غير واحد من الحفاظ أنها مدرجة، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا يمكن أن تكون من كلام النبي صلّى الله عليه وسلّم.

ج - متى يحكم به:

ولا يحكم بالإدراج إلا بدليل إما من كلام الراوي، أو من كلام أحد الأئمة المعتبرين، أو من الكلام المدرج بحيث يستحيل أن يقوله النبي صلّى الله عليه وسلّم.

[الزيادة في الحديث:]

أ - تعريفها - ب - أقسامها وبيان حكم كل قسم مع التمثيل:

أ - الزيادة في الحديث:

أن يضيف أحد الرواة إلى الحديث ما ليس منه.

ب - وتنقسم إلى قسمين:

١ - أن تكون من قبيل الإدراج، وهي التي زادها أحد الرواة من عنده لا على أنها


(١) رواه البخاري (٣) كتاب بدء الوحي، ٣- باب. ومسلم (١٦٠) بعد (٢٥٢) كتاب الإيمان، ٧٣- باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والرواية المفصلة: عند البخاري (٤٩٥٣) كتاب التفسير، ٩٦- باب سورة العلق؛ (اقرأ باسم ربك الذي خلق) . وانظر "فتح الباري" (٨/٧١٧) .
(٢) رواه البخاري (١٣٦) كتاب الوضوء، ٣- باب فضل الوضوء، والغر المحجلون من آثار الوضوء. ومسلم (٢٤٦) كتاب الطهارة، ١٢- باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء. والرواية عند أحمد في "مسنده" (٢/٣٣٤/٨٣٩٤) ، وانظر "العلل" للدارقطني (٨/١٧٠/سؤال١٤٨٨) .

<<  <   >  >>