للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يجد عرف الجنة يوم القيامة" (١) : يعني ريحها. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

وروي أنه قال: "من طلب العلم؛ ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه؛ أدخله الله النار" (٢) . رواه الترمذي.

٢ - العمل بما علم؛ فمن عمل بما علم، ورثه الله علم ما لم يعلم، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (محمد: ١٧)

ومن ترك العمل بما علم؛ أوشك أن يسلبه الله ما علم، قال الله تعالى:) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) (المائدة: الآية١٣)

٣ - التخلق بالأخلاق الفاضلة من الوقار وحسن السمت ولين الجانب، وبذل المعروف واحتمال الأذى، وغير ذلك من الأخلاق التي يحمد عليها شرعاً، أو عرفاً سليماً.

٤ - اجتناب الأخلاق السافلة من الفحش والسب والأذى والغلظة والخفة المذمومة في المنطق والهيئة، وغير ذلك مما يذم عليه شرعاً، أو عرفاً سليماً.

من الآداب المختصة بالمعلم:

١ - الحرص على نشر العلم بجميع الوسائل، وأن يبذله لمن طلبه بطلاقة وانشراح صدر، مغتبطاً بنعمة الله عليه بالعلم والنور، وتيسير من يرث علمه عنه، وليحذر كل الحذر من كتمان العلم في حال يحتاج الناس فيها إلى بيانه، أو يسأله عنه مسترشد، ففي الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "من سئل عن علم علمه، ثم كتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار" (٣) . رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

٢ - الصبر على أذى المتعلمين وسوء معاملتهم له؛ لينال بذلك أجر الصابرين، ويعوّدهم على الصبر واحتمال الأذى من الناس، لكن مع ملاحظتهم بالتوجيه والإرشاد والتنبيه بحكمة على ما أساؤوا به؛ لئلا تضيع هيبته من نفوسهم، فيضيع مجهوده في تعليمهم.


(١) رواه أبو داود (٣٦٦٤) كتاب العلم، ١٢- باب في طلب العلم لغير الله تعالى. وابن ماجه (٢٥٢) المقدمة، ٢٣- باب الانتفاع بالعلم والعمل به. وأحمد (١/٣٣٨/ح٨٤٣٨) . وصححه ابن حبان (١/٢٧٩/٧٨) . وقال العقيلي في "الضعفاء" (٣/٤٦٦) : الرواية في هذا الباب لينة. ورجح أبو زرعة في "العلل" (٢/٤٣٨) وقفه.
(٢) رواه الترمذي (٢٦٥٤) كتاب العلم، ٦- باب ما جاء فيمن يطلب الدنيا بعلمهن وقال: غريب. وابن ماجه (٢٥٩، ٢٦٠) المقدمة، ٢٣- باب الانتفاع بالعلم والعمل به. وحسنه الألباني في مجموع طرقه.
(٣) رواه أبو داود (٣٦٥٨) كتاب العلم، باب كراهية منع العلم. وابن ماجه (٢٦١) المقدمة، ٢٤- باب من سئل عن علم فكتمه. والترمذي (٢٦٤٩) كتاب العلم، ٣- باب ما جاء في كتمان العلم، وقال: حسن. وأحمد (٢/٢٦٣/٧٥٦١) . وقال ابن كثير في "التفسير" (١/٢٠١- الفكر) : ورد من طرائق يشد بعضها بعضاً.

<<  <   >  >>