يتعاطى ذنباً لقوله تعالى (ولا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ) فإن رأى موسراً في مقبرة يطوف حول القبور فيسلمٍ عليها فقيل إنّه يصير مفلساً يسأل الناس لأنّ المقبرة موضع المفاليس فإن رأى ميتاً كأنه حي فإنّه يصلح أمره بعد الفساد ويعقب عسره يسر من حيث لا يحتسب فإن رأى حياً كأنّه ميت فإنّه يعسر عليه أمره ذلك لأن الحياة يسر والموت عسر فإن رأى الأموات مستبشرين دل على حسن حاله عند الله تعالى لأنّهم في دار الحق ومن رآهم غير مستبشرين أو رآهم معرضين عنه دل على سوء حاله عند الله لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه فإن رأى ميتاً عرفه فأخبره أنّه لم يموت دل على صلاح حال الميت في الآخرة لقوله تعالى (بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون) وكذلك لو رأى الميت تاجا أو خواتيم أو رآه قاعدا على سريره ولو رأى على الميت ثياباً خضراً دل على أنّ موته كان على نوع من أنواع الشهادة وكما تدل مثل هذه الرِؤيا علىِ حسن حال الميت في الآخرة فكذلك تدل علىِ حسن حال عقبه في الدنيا فإن رأى ميتاً ضاحكاً فإنّه مغفور له لقوله تعالى (وجوه يومئذ مسفرة ضَاحِكَة مُسْتَبْشِرة) فإن رأى ميتاً طلق الوِجه لم يكلمه ولم يمسه فإنّه راضٍ عنه لوصول بره إليه بعد موته فإن رآه معرضا عنه أو منازعا له وكأنّه يضربه دل على أنه ارتكب معصية وقيل