بينهما قال رأيت للأول سيماً حسنة فأولت {وأذن في الناس بالحج} ورأيت للثاني سيماً غير صالحة فأولت {ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون} .
[(الباب العاشر) في تأويل رؤيا الصلاة وأركانها]
(قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله) الأصل في رؤيا الصلاة أنّها محمودة ديناً ودنيا وتدل على إدراك ولاية ونيل رياسة أو قضاء دين أو اداء أمانة وإقامة فريضة من فرائض الله تعالى ثم هي على ثلاثة أضرب فريضه وسنة وتطوع فالفريضة منها تدل على ما قلنا وأنّ صاحبها يرزق الحج ويجتنب الفواحش لقوله تعالى: {إن الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ} والسنّة تدل على طهارة صاحبها وصبره على المكاره وظهور اسم حسن له لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} وشفقة على خلق الله تعالى وعلى أن يكرم عياله ومن تحت يده ويحسن إليهم فوق ما يلزمه ويجب عليه في الطعام والكسوة ويسعى في أمور أصدقائه فورثه ذلك عزاً والتطوع يقتضي كمال المروءة وزوال الهموم