قيامته فإن رأى القيامة قد قامت وعاين أهوالها ثم رأى كأنها سكنت وعادت إلى حالها فإنّها تدل على تعقب العدل الظلم من قوم لايتوقع منهم الظلم وقيل إن هذه الرؤيا يكون صاحبها مشغولاً بارتكاب المعاصي وطلب المحال مسوفا بالتوبة أو مصراً على الكَذب لقوله تعالى (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)
-ومن رأى كأنه قرب من الحساب فإن رؤياه تدل على غفلته عن الخير وإعراضه عن الحق لقوله تعالى (اقتَرَبَ للنّاس حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلةٍ معْرِضُون) فإن رأى كأنهم حسب حساباً يسيراً دلت رؤياه على شفقة زوجته عليه وصلاحها وحسن دينها فإن رأى كأنه حسب حساباً شديداً دلت رؤياه على خسران يقع له لقوله تعالى (فحاسبناه حِسَاباً شَدِيداً) فإن رأى كأن الله سبحانه وتعالى يحاسبه وقد وضعت أعماله في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته فإنّه في طاعة عظيمة ووجبت له عند الله مثوبة عظيمة وإن رجحت سيئاته على حسناته فإن أمر دينه مخوف وإن رأى كأن الميزان بيده فإنّه على الطريقة المستقيمة لقوله تعالى (ونزلنا معه الكتاب والميزان) الاية فإن رأى كأنّ ملكاً ناوله كتاباً وقال له اقرأ فإن كان من أهل الصلاح نال سروراً وإن لم يكن كان أمره مخوفاً لقوله تعالى (اقرأ كتابك) فإن رأى أنه على صراط