طُوبَى لَهُمْ وحًسْنَ مَآب) فإن رأى كأنه في رياضها رزق الإخلاص وكمال الدين فإن رأى كأنه أكل من ثمرها رزق علماً بقدر ما أكل وكذلك إن رأى أنه شرب من مائها وخمرها ولبنها نال حكمة علما وغنى فإن رأى كأنه متكئ على فراشها دل على عفة لامرأته وصلاحها فإن كان لا يدري متى دخلها دام عزه ونعيمه في الدنيا ما عاش فإن رأى كأنِّه منع ثمار الجنة دل على فساد دينه لقوله تعالى (مَنْ يُشْرك بالله فقد حرم الله عَلَيْهِ الجَنّةَ) فإن رأى كأنه التقط ثمار الجنة وأطعمها غيره فإنّهَ يفيد غيره علماً يعمل به وينتفع به ولا يستعمله هو ولا ينتفع به فإن رأى كأنه طرح الجنة في النار فإنّه يبيع بستاناً ويأكل ثمنه فإن رأى كأنه يشرب من ماء الكوثر نال رياسة وظفر على العدو لقوله تعالى (إنّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرْ فَصَلِّ لرَبِّكَ وانْحَرْ)
-ومن رأى كأنه في قصر من قصورها نال رياسة أو تزوج بجارية جميلة لقوله تعالى (حور مقصورات في الخِيَام) فإن رأى كأنّه ينكح من نساء الجنة وغلمانها يطوفون حوله نال مملكة ونعماً لقوله تعالى (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلدَان مُخَلّدُون)(وحكي) أنّ الحجاج بن يوسف رأى في منامه كأنّ جاريتين من الحور العين نزلتا من السماء فأخذ الحجاج إحداهما ورجعت الأخرى إلى السماء قال فبلغت رؤياه إلى ابن سيرين