ولا يحسن أن يقضي ويجور في قضائه ولا يعدل فإنّه إن كان والياً عزل وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق وإلا تغيرت نعم الله عليه ببلية يبتلى بها كما يصدق القاضي ما يلفظ به منِ القول فإن رأى قاضياً معروفاً فهو بمنزلة الحكماء والعلماء فإن رأى قاضياً معروفاً يجور في حكمه فإنّ أهل ذلك الموضع يبخسون في موازينهم وينقصون مكاييلهم فإن تقدم رجل إلى القاضي فأنصفه فإنّ صاحب الرؤيا ينتصف من خصم له وإن كان مهموماً فرج عنه وإن جار القاضي في حكمه فإنّه إن كانت بينه وبين إنسان خصومة فلا ينتصف منه فإن رأى قاضياً وضع في الميزان فرجح فإنّ له عند الله أجرِاً وثواباً وإن شال الميزان فإنّه يدبر له في معصية فإن رأى أنّ القاضي يزن فلوساً أو دراهم رديئة فإنّه يميل ويستمع شهادة الزور ويقضي بها والقاضي المجهول في النوم هو الله تعالى
-ومن رأى أنه تحول قاضياً أو حكما صالحاً أو عالماً فإنه يصيب رفعة وذكراً حسناً وزهداً وعلماً فإن لم يكن لذلك أهلاً فإنّه يبتلي بأمر باطل يقبل قوله فيما ابتلىِ به كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به وقيل من رأى وجه القاضي مستبشراً طلقاً فإنّه ينال بشراً وسروراً فإن رأى موضع قاض نال فزعا وخصومة وقبل موضع الحكم والقضاة والمتكلمين والأحكام والمعلمين للسنن والشرائع