كالدموي يرى الحمرة والمرطوب يرى الرطوبة والصفراوي يرى الصفرة والسوداوي يرى الظلمات والسواد والمحرور يرى الشمس والنار والحمام والمبرود يرى والممتلئ يرى الأشياء الثقيلة على نفسه فهذا النوع من الرؤيا لا تأويل له أيضا ثم إن أصدق الرؤيا ما كانت في نوم النهار أو نوم آخر الليل فقد روي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال أصدق الرؤيا ما كان بالأسحار وروى أنه قال: أصدق الرؤيا رؤيا النهار لأن الله تعالى أوحى إلي نهارا
(وحكى) عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أنّه قال أصدق الرؤيا رؤيا القيلولة
(قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه) ولصاحب الرؤيا آداب يحتاج إلى أن يتمسك بها وحدود ينبغي أن يتعداها وكذلك للمعبر فأما آداب صاحب الرؤيا فإن لا يقصها على حاسد وذلك أن يعقوب عليه السلام قال ليوسف لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ولا يقصها على جاهل فقد روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن قال لا تقصص رؤياك إلا على حبيب أو لبيب وأن لا تكذب في رؤياك فقد روي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال من كذب في الرؤيا كلف يوم القيامة عقد شعيرتين ولا يقصها إلا سرا كما رأى سرا ولا يقصها على صبي أو امرأة والأولى أن يقص رؤياه في إقبال السنة وفي إقبال النهار دون إدبارهما،