أن يكلمه الله إلا وَحْياً أوْ مِنْ وراءِ حِجَاب} فإن رآه بقلبه عظيماً كأنه سبحانه قرَّبه وأكرمه وغفر له أو حاسبه أو بشره ولمً يعاين صفة لقي الله تعالى في القيامة كذلك فإن رآه تعالى قد وعده بالمغفرة والرحمة كان الوعد صحيحا لاشك فيه لأنّ الله تعالى لا يخلف الميعاد ولكنه يصيبه بلاء في نفسه أو معيشته ما دام حياً فإن رآه تعالى كأنه يعظه انتهِى عما لا يرضاه الله تعالى لقوله تعالى {يَعِظُكُمْ لعَلّكُمْ تَذَكّرونَ} فإن كساه ثوباَ فهو هم وسقم ما عاش ولكنه يستوجب بذلك الشكر الكثير فقد حكي أنّ بعض الناس رأى كأن الله كساه ثوبين فلبسهما مكانه فسأل ابن سيرين فقال استعد لبلائه فلم يلبث أن جذم إلى أن لقي الله تعالى فإن رأى نوراً تحير فيه فلم يقدر على وصفه لم ينتفع بيديه ما عاش فإن رأى أنّ الله تعالى سماه باسمه أو اسم آخر علا أمره وغلب أعداءه فإن أعطاه شيئاً من متاع الدنيا فهو بلاء يستحق به رحمته فإن رأى كأن الله تعالى ساخط عليه فذلك يدل على سخط والديه عليه فإن رأى كأنّ أبويه ساخطان عليه دل ذلك على سخط الله عليه لقوله عز اسمه {اشْكُرْ لي ولِوالِدَيْكَ} وقد روي في بعض الأخبار رضا الله تعالى في رضا الوالدين وسخط الله تعالى في سخط الوالدين وقيل (من رأى) كأن الله تعالى غضب عليه فإنّه يسقط من مكان رفيع لقوله تعالى {