إلى حال فإن بلغ طيرانه منتهاه فإنّه ينال في سفره خيراً وإذا طار من أرض إلى أرض نال شرفاً وقرة عين:"وإذا نبا بك منزل فتحول" فإن طار من أسفل إلى علو بغير جناح نال أمنيته وارتفع بقدر ما علا فإن طار كما تطير الحمامة في الهواء نال عزاً فإن رأى كأنّه طار حتى توارى في جو السماء ولم يرجع فإنّه يموت ومن طار من داره إلى دار مجهولة فإنه يتحول من داره إلى قبره
-ومن رأى كأنه ركب دابة فإنّه يركب هوى غالباً وقيل إنَّ ركوب الدواب كلها نيل عز ومراد فإن لم يحسن ركوبها فإنّه يدل على اتباع الهوى فإن ركبها وأحسن الركوب وضبط الدابة سلم من فتنة الهوى ونال المنى فإن رأى كأنه ركب عنق إنسان فإنّه يموت ويحمل المركوب جنازة وقيل أن ركوب عنق الإنسان يدل على أمر صعب فإن أسقطه من عنقه فإنَّ ذلك الأمر الذي طلبه لا يتم وأما الرجوع من السفر فيدل على أداة حق واجب عليه وقيل انه يدل على الفرج من الهموم والنجاة من الأسواء ونيل النعمة لقوله تعالى {فَانْقَلِبوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} وربما تدل هذه الرؤيا على توبة الرائي من الذنوب لقوله تعالى {لَعَلّهُمْ يَرْجعُون}