٥٥٩٠ - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قثنا سُفْيَانُ، قثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ ⦗٤٣١⦘: إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ مُوسَى صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ قَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا فَأَعْتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِذَا لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: بَلْ عَبْدٌ لِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ بِهِ؟ قَالَ: تَأْخُذُ حُوتًا قَالَ عَلِيٌّ: وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: يَا رَبِّ وَمَنْ لِي بِهِ؟ قَالَ: تَأْخُذُ حُوتًا وَتَجْعَلُهُ فِي مِكْتَلٍ، ثُمَّ تَنْطَلِقُ، فَحَيْثُ مَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَهُوَ، ثَمَّ قَالَ: قَالَ فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ وَانْطَلَقَ مَعَهُ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ حَتَّى إِذَا أَتَيَا عِنْدَ صَخْرَةٍ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا، فَرْقَدَ مُوسَى، وَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمِكْتَلِ، فَخَرَجَ مِنَ الْمِكْتَلِ فِي الْبَحْرِ، فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِيِ الْبَحْرِ سَرَبًا، وَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنِ الْحُوتِ جِرْيَةَ الْمَاءَ، فَصَارَ مِثْلَ الطَّاقِ، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ بَقِيَّةَ يَوْمَهُمَا وَلَيْلَتَهُمَا، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ لِفَتَاهُ: {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: ٦٢] قَالَ: وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى النَّصَبَ، حَتَّى جَاوَزَ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ، وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ، وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} [الكهف: ٦٣] قَالَ مُوسَى: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} قَالَ: فَجَعَلَ يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ قَالَ عَلِيٌّ: وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: فَإِذَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ مُسَجًّى بِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى فَرَدَّ عَلَيْهِ الْخَضِرُ وَقَالَ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلَامُ؟ قَالَ: أَنَا مُوسَى، قَالَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ أَتَيْتُكَ لِتُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ عَلِيٌّ: وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَرَأَ الْآيَةَ قَالَ: يَا مُوسَى إِنِّي عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لَا تَعْلَمُهُ، وَإِنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ ⦗٤٣٢⦘ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَا أَعْلَمُهُ قَالَ: فَأَنَا أَتَّبِعُكَ قَالَ: فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ فَكَلَّمُوهُمْ عَلَى أَنْ يَحْمِلُوهُمْ، فَعُرِفَ الْخَضِرُ فَحُمِلَ بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَلَمَّا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ جَاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ فِي الْبَحْرِ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا مِثْلَ مَا نَقَصَ هَذَا الْعُصْفُورُ بِمِنْقَارِهِ مِنَ الْبَحْرِ، قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ فِي السَّفِينَةِ لَمْ يَفْجَأْ إِلَّا وَهُوَ يَقْلَعُ لَوْحًا مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ بِالْقَدُومِ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: مَا صَنَعْتَ؟ قَوْمٌ حَمَلُونَا فِيهِ بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: ٧٢] قَالَ لَهُ مُوسَى: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتَ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: ٧٣] قَالَ: وَكَانَتِ الْأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا فَلَمَّا خَرَجَا مِنَ الْبَحْرِ انْطَلِقَا يَمْشِيَانِ، فَمَرُّوا بِغُلَامٍ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ قَالَ عَلِيٌّ: وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: إِذْ لَقِيَ غُلَامًا مَعَ الْغِلْمَانِ يَلْعَبُونَ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ، فَقَطَعَهُ بِيَدِهِ، قَالَ عَلِيًّ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: بِأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ إِلَى فَوْقَ، فَقَالُ لَهُ مُوسَى: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [الكهف: ٧٤] قَالَ: {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا، قَالَ: إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا، فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} [الكهف: ٧٥] أَوْ يُؤْوُهُمَا فَإِذَا بِجِدَارٍ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ قَالَ عَلِيٌّ: وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمْ يُؤْوِيهِمْ أَحَدٌ، فَإِذَا فِيهَا جِدَارٌ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ قَالَ مَائِلٌ هَذِهِ الْكَلِمَةُ مَائِلٌ لَمْ أَسْمَعْ سُفْيَانَ يَذْكُرُهَا فِي الْحَدِيثِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَأَفْرَقَهَا قَالَ سُفْيَانُ غَيْرَ مَرَّةٍ: فَإِذَا الْجِدَارُ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ قَالَ: فَقَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ هَكَذَا، قَالَ عَلِيٌّ وَوَصَفَ لَنَا سُفْيَانُ فَقَالَ ⦗٤٣٣⦘ بِيَدِهِ هَكَذَا فَسَبَحَهَا إِلَى فَوْقَ فَقَالَ لَهُ مُوسَى: قَوْمٌ أَتَيْنَاهُمْ فَاسْتَطْعَمْنَاهُمْ، فَلَمْ يُطْعِمُونَا وَاسْتَضَفْنَاهُمْ، فَلَمْ يُضَيِّفُونَا، وَلَمْ يُؤْوُنَا عَمَدْتَ إِلَى حَائِطِهِمْ، فَأَقَمْتَ {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ: هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: ٧٧] وَقَرَأَ الْآيَاتِ كُلَّهَا قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى لَوَدِدْنَا أَنَّهُ كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا وَكَانَ يَقْرَأُ «وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ» قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: ثَنَاهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ وَاللَّفْظُ لِعَلِيٍّ بِطُولِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute