للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:
مسار الصفحة الحالية:

خير، وهداهم سواء السبيل، ووفق إمام المسلمين وولي عهده لما يحبه ويرضاه، وأخذ بأيديهم إلى كل خير.

“ توصية الحجاج باحترام بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة “

حجاج بيت الله الحرام، اشكروا الله على نعمة الإسلام، واحترموا بيت الله، واعلموا أن لهذه الأماكن حرمات عظيمة، فعظموا حرمات الله كما أمركم بذلك ربكم، اشكروا الله على نعمته، وحافظوا على فرائض الإسلام وواجبات الإيمان، وليكن الحج سببا في صلاحكم واستقامة أحوالكم، وليرجع الحج بعد حجه وقد فتح صفحة جديدة في إصلاح القلب والعمل؛ لأن الحج يهدم ما قبله، يقول -صلى الله عليه وسلم-: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (١) » فاتقوا الله في أنفسكم، واعملوا بشرع الله، وليكن التعاون والتفاهم والمحبة سائدة فيما بينكم؛ لأن هذا خلق الإسلام، واجب أن يمتثله المسلمون.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين، يا رب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمرنا، وأصلح ولاة أمر المسلمين عامة، إنك على كل شيء قدير، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رءوف رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على عموم نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.


(١) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وسبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٧) ، الهامش (٨)

<<  <