للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خطبة عام ١٤٠٨ الهجري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (١)

“ فضل كلمة التوحيد “

كلمة قامت عليها الأرض والسماوات، وفطر الله عليها جميع المخلوقات، عليها أسست الملة ونصبت القبلة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وهي أعظم واجب، افترضها الله على جميع العباد، وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها، ومفتاح عبوديته التي دعا الأمم على ألسنة رسله إليها، فهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وهي أساس الفرض والسنة، ومن كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة.

“ معنى شهادة أن محمدا عبده ورسوله، وبيان فضائل النبي صلى الله عليه وسلم “

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه وحجته على عباده، وأمينه على وحيه، أرسله رحمة للعالمين، وقدوة للعالمين، وحجة على المعاندين، وحسرة على الكافرين، أرسله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أنعم به على أهل الأرض نعمة لا يستطيعون لها شكورا، أمده بملائكته المقربين وأيده بنصره وبعباده المؤمنين، أنزل عليه كتابه المبين الفارق بين الحق والضلال، والغي والرشاد، والشك واليقين، شرح له صدره، ووضع عنه


(١) سبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٢ هـ) ، الهامش (١)

<<  <   >  >>