للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خطبة عام ١٤٠٦ الهجري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (١)

أما بعد:

[الوصية بتقوى الله عز وجل]

أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي خير وصية أوصى الله بها الأولين والآخرين {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (٢) .

أمة الإسلام، إن سبب التقوى ما يكون بقلب العبد من تعظيم الله محبة وخوفا ورجاء، فكلما عظم تعظيم الرب في قلب العبد دعاه ذلك إلى تقواه، إلى امتثال أمره واجتناب نهيه، كلما أيقن العبد بكمال علم الله واطلاعه عليه وأن الله يعلم سره ونجواه لا يخفى عليه من أمره شيئا، كان ذلك سببا لتقواه ومراقبته في السر والعلن.

[الآثار الحسنة لتقوى الله عز وجل]

أيها المسلمون، إن لتقوى الله آثارا حسنة على العبد في حياته وأخراه، فمن أعظم آثار التقوى أن يجعل الله في قلب المتقي نورا يهتدي به في ظلمات الجهل والضلال، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٣) ،


(١) سبق تخريج خطبة الحاجة في خطبة عام (١٤٠٢ هـ) ، الهامش (١)
(٢) سورة النساء الآية ١٣١
(٣) سورة الحديد الآية ٢٨

<<  <   >  >>