للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خطبة عام ١٤٠٥ الهجري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (١)

أما بعد:

[الوصية بتقوى الله -عز وجل-، وأن أعظم نعمة من الله بها على المؤمنين أن هداهم للإسلام]

أيها الناس، اتقوا الله حق التقوى.

عباد الله، إن أعظم نعمة من الله بها على المؤمنين أن هداهم للإسلام، ومن عليكم بمعرفة الإسلام وقبوله والعمل به، فتلكم يا عباد الله نعمة عظمى لا تساويها أي نعمة، سائر النعم بعدها مزيد فضل وإحسان من رب العالمين، ولقد ذكر الله عبادة المؤمنين هذه النعمة وعرفهم قدرها وبين لهم فضلها: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٢)

كان الناس قبل الإسلام في ضلال مبين، لا يعرفون حقا من باطل، ولا يميزون هدى من ضلال، يعيشون في جهالة عمياء، لا يفرقون بين معروف ومنكر، حتى جاء الله بالإسلام فهداهم به بعد العماية، واستنقذهم به من


(١) سبق تخريج خطبة الحاجة في خطبة عام (١٤٠٢ هـ) ، الهامش (١)
(٢) سورة آل عمران الآية ١٦٤

<<  <   >  >>