للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خطبة عام ١٤٠٣ الهجري]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (١)

أما بعد:

[الوصية بتقوى الله عز وجل]

أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى حق التقوى، اتقوا ربكم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهو تعالى أهل أن يتقى، اتقوه لتنالوا بتقواه سعادة الدنيا والآخرة.

[بيان خلق الله لآدم، وامتناع إبليس من السجود له، وما لاقاه من الجزاء]

معشر المسلمين، إن الله تعالى خلق آدم أبا البشر، وفضله وذريته على كثير ممن خلق تفضيلا، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، فامتثلوا أمر ربهم، وخروا لآدم سجدا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين، فأبى عن السجود لآدم {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (٢) ، فعند ذلك أهبط الله إبليس إلى الأرض، وأخرجه من ملكوت السماء، وجعله مخلدا في النار إلى يوم القيامة.

فلما أيس عدو الله من رحمة الله، وأيقن أن النار مقره وذريته، فعند ذلك سعى في إضلال بني آدم وإغوائهم وصدهم عن طريق الله المستقيم، سأل ربه أن


(١) سبق تخريج خطبة الحاجة في خطبة عام (١٤٠٢ هـ) ، الهامش (١)
(٢) سورة الأعراف الآية ١٢

<<  <   >  >>