عالمية ثالثة، ولأغراض سياسية تقف سدا في طريق وحدة البلدان العربية التي لا تقدر على شيء مادامت الوحدة غير موجودة.
فليس من الضروري أن نذهب إلى أبعد، بل نحن منذ الآن نستنتج نتيجة: فالمحكمة الهتلرية بهيئتها العنصرية، الصبيانية، لن يكون لها في تاريخ الإنسانية الأخلاقي الأثر الذي سيكون لمحكمة (نورمبرج) الجديدة التي أدانت شعب فلسطين بإتلاف قضيته.
ولعل الحكم الممقوت الذي أصدرته بتصويتها ضد العرب، يطلقنا من بعض قيود تفرضها علينا اللياقة، لنتحدث ببعض الحرية عن الوضع المتسم بالخلط والشبهات، الذي انغمس فيه العالم الثالث منذ عدة سنين والذي يفرض عليه مراجعات مؤلمة.
إننا نذكر بوجه خاص أن إسرائيل لم تجد نفسها مضطرة إلى إلغاء بعض مبادئها، ثمنا للحصول على صداقة الكثير من دول العالم الثالث وما يسمى بالعالم الحر.
إنها لم تتنكر لصفة من صفاتها إرضاء لأحد، بل ظهرت للجميع على حقيقتها كما هي بل شددت في الظهور كذلك ... في وجه العالم ... فملحدوه ومؤمنوه تكلموا بلغة واحدة أثناء الأحداث.
إنههم قاموا كلهم على جبل سيناء، في لحظة خشوع وقنوت، أمام توراة منشورة حملتها دبابة.
وفي اليوم الأول من العدوان، وجه (موشي دايان) إلى الجيش هذه الكلمات: