للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ونحن لا نشك في صحة هذا البلاغ، إذ لم نتلقه من صحافتنا، بل من صحافة الغرب التقدمية التي لا يجوز فيها الشك فيما تنقل عن تل أبيب.

وعليه، فإن إسرائيل لم تتنكر لشيء من حقيقتها، بل أظهرتها كما هي للعالم، ولسنا في هذا ننتقدها، بل على العكس، فنحن نحترم عقائد الآخرين.

إنما نريد، في تحليل وضع معين، أن نأخذ بعين الإعتبار سائر العوامل التي كان لها فيه دور أي دور.

فاستعمال النابالم لا يفسر فقط حسب نظرية (لود ندروف) في قيادة (الحرب الشاملة)، فهو مرتبط بعوامل نفسية لا يجوز إهمالها، ليس فحسب بسبب دورها الديناميكي في الأحداث، بل في نظرنا، لضبط معناها السياسي بصورة أكثر.

لقد كان لهذه العوامل دور، حتى في مداولات هيئة الأمم الأخيرة، أو في إدانتها شعب فلسطين كما فضلنا أن نقول.

ولعلنا نفسح المجال هنا لتعجبنا من الجهد الذي بذل في الأيام الأخيرة، من أجل إقناعنا بأن المداولات لم تكن تنطوي على أي شيء يمتُّ إلى الدين، أو العنصرية (١).

هل نصدق هؤلاء المحامين عن نزاهة (موشي دايان) في الموضوع، أم نصدق (موشي دايان) نفسه الذي يكذبهم بأعماله وأقواله .. ؟.

إننا نأبى- وقدى استطاع (موشي دايان) على الجبهة العسكرية أن يستخدم الشيفرة العربية التي حصل عليها عن طريق خونة متورطين- أن نستخدم الآن


(١) يذكرنا هذا الموقف بآخر عندما كتبت قبل الثورة الجزائرية، مقالا بمناسبة إبعاد مولاي (محمد الخامس) تحت عنوان (حقد على الإسلام). انظر كتاب (في مهب المعركة) [ص:٥٩]، دار الفكر- دمشق ١٩٨٧، حيث أدرج هذا المقال.

<<  <   >  >>